وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد :
من أعطي لأحد مالا ليتجر له فيه فإن الآخذ للمال يسمي مضارب والتجارة هنا تسمي المضاربة وحكمها بإجماع علماء المسلمين أن المضارب بالمال ( العامل عليه ) يأخذ ما يتفق عليه الطرفان من الربح الربع مثلا أو النصف أو غير ذلك بحسب الإتفاق أما الخسارة فإنها يتحملها كلها صاحب رأس المال سواء استوعبت هذه الخسارة بعض رأس المال أو كله شرط أن يكون ذلك من غير تقصير ولا إهمال . ولذلك يجب عليكم التفاهم معه ومعرفة قدر الخسارة وهل ذلك كان عن تقصير وإهمال أم لا . والظاهر أنكم لا تأتمنون هذا الرجل فلماذا أصلا وضعتم عنده أموالكم !!!!
وعلي كل حال إذا تبقي لكم شيء من رأس المال لكم مطالبته به . ويجوز لكم تهديده بفضح أمره إذا ثبت غشه وخداعه بل ذلك يكون واجبا لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الدين النصيحة ....لله ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) فهذا من أجل ألا يغتر به أحد من الناس فيودعونه أموالهم .
وأيضا لأنه قد ظلمكم بأخذ أموالكم ظلما من غير حق وقد قال تعالي ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) خاصة إذا كان هذا ردعا له عن هضم حقوق الناس . وأيضا لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ليَّ الواجد يُحلّ عرضَه وعُقوبته ) رواه البخاري
